شكل من أشكال المحاججة أو الجدال توجه أو تطلق خلاله التسميات أو الصفات المشحونة على فرد أو مجموعة، وعادة ما توجه بشكل مهين أو تحقيري. تُستَقَى هذه الأوصاف أو التسميات من أشياء يخشاها الجمهور المستهدف، أو يكرهها، أو يجدها غير مرغوب بها أو غير محبوبة، أو على العكس قد تستقى من صفات مرغوبة ومحبوبة، وتحاول هذه الطريقة أن تدفع القارئ ليحكم على ذات أو جوهر الكيان موضع الجدل دون النظر إلى أي حقائق عنه. وهو أسلوب صياغة متلاعب بالقارئ، حيث يعمل على التأثير عليه بتغيير جزء من الجملة بتضمينها صفة أو مجموعة من الصفات بدلاً من استخدام حجة كاملة متكونة من فرضية ونتيجة. فمثلاً في الخطاب السياسي، عادةً ما تستخدم مثل هذه الصفات والأسماء كإشارات ترمز للتوجه السياسي والآراء والصفات الشخصية والارتباط ببعض المنظمات وكذلك الإهانات.
الفرق الرئيسي بين هذا الأسلوب وأسلوب "اللغة المشحونة" (المعرف في النقطة 20) هو أن أسلوب "التسميات" يركز فقط على وصف أو تصنيف الكيان المستهدف.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الاسم أو الصفة التي استخدمت في النص بغرض الإساءة مع علامات التنصيص إن وجدت.
أمثلة:مهاجمة خصم أو نشاط ما عن طريق ربطه بشخص أو مجموعة أو مفهوم آخر له دلالات سلبية قوية لدى الجمهور المستهدف، وأكثر مثال شائع على هذا الأسلوب هو مقارنة كيان ما مع النظام النازي وهتلر، وهذا سبب تسميته بأسلوب "الحجة النازية"، لكن هذا الأسلوب لا يقتصر على المقارنة بمجموعة النازية. قد يستخدم هذا الأسلوب بادعاء وجود رابط أو علاقة مماثلة بين الكيان المستهدف وأي فرد أو مجموعة أو حدث في الحاضر أو الماضي، بحيث يكون لدى الجمهور المستهدف تصور سلبي مؤكد عنه، مثلاً: اعتباره شخص أو شيء فاشل، أو تم تصويره بهذه الطريقة السلبية.
ما الذي يجب أن تحدده في النص:
الجزء الذي يشير إلى كيان ما (شخص أو مؤسسة مثلاً) بالإضافة إلى ذكر الكيان الآخر (الذي يعتبر شريراً أو سلبياً)، وقد قام بالنشاط أو العمل ذاته أو نشاط مماثل له، ويبدو من النص أن هذا النشاط سلبي. قد يُذكَر النشاط الذي يقوم به الكيان المستهدف بشكل ضمني دون التصريح به. أمثلة:ملاحظة: الفرق الرئيسي بين أسلوب "التسميات" (المعرف في النقطة 1) و أسلوب "الذنب بالتداعي" هو أن الأول يقصد الإهانة أو المدح باستخدام مصطلح أو تسمية معينة فقط، دون الإشارة إلى أي فكرة أو عمل آخر، على سبيل المثال: الرئيس "النازي" يستخدم أسلوب "التسميات". في حين أن الأسلوب الثاني يربط بوضوح بين فكرة أو فعل للشخص المستهدف بشخص آخر يفعل شيئًا مشابهًا، فنقول مثلاً: لديه خطة تذكرنا بخطة النازيين.
إثارة الشكوك حول الصفات الشخصية لشخص أو شيء ما بهدف التشكيك بمصداقيته بشكل عام أو جودته بدلاً من استخدام حجة مناسبة تتعلق بالموضوع، مثلاً قد يذكر الخلفية المهنية للكيان المستهدف كوسيلة لتشويه حجته أو التشكيك بمصداقيتها. يمكن أيضاً استثارة الشكوك عبر الإشارة إلى بعض الأفعال أو المناسبات التي نفذها الكيان المستهدف أو خطط لها ولم تنجح، أو يبدو -على الأرجح- أنها لن تؤدي إلى تحقيق الأهداف المخطط لها.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: يجب أن تكتفي بتحديد الجزء من النص الذي يشكك في المصداقية والكيان (الشخص أو المؤسسة) الذي يتم التشكيك في مصداقيته. لا داعي لشمل السياق الكامل للموضوع أثناء التحديد.
أمثلة:مهاجمة سمعة الكيان المستهدف باتهامه بالنفاق أو التناقض بشكل مباشر أو ضمنيًا بتوضيح التناقضات بين المواقف أو الأفعال المختلفة التي اتخذها أو قام بها هذا الكيان في الماضي. وإحدى الأساليب الخاصة لإظهار نفاق الكيان تتمثل باتهام الشخص المستهدف بالقيام بنفس الفعل الذي ينتقدك عليه الآن، ومن هنا جاءت تسمية هذه التقنية: "أنت تفعل ذلك أيضاً".
ما الذي يجب أن تحدده في النص: العبارات أو الجمل التي تقارن بين فعلين: فعل حالي وفعل سابق قام به الشخص أو الكيان المستهدف، واستُحضِر ذلك الفعل السابق لاتهام ذلك الكيان بالنفاق.
أمثلة:ملاحظة: هناك علاقة بين هذا الأسلوب وأسلوب "تغيير الموضوع" (المذكور في النقطة 13)، ولكن أسلوب "تغيير الموضوع" يركز على تحويل الانتباه عن الموضوع بدلاً من مهاجمة الخصم بشكل مباشر. ويمكننا أن نعتبر أسلوب "الاتهام بالنفاق" كحالة خاصة من أسلوب "إثارة الشكوك".
يُستخدَم هذا الأسلوب لمهاجمة سمعة الكيان المستهدف عبر إثارة ادعاءات سلبية جداً عنه، مع التركيز بشكل خاص على تقويض شخصيته أو مكانته الأخلاقية بدلاً من الاعتماد على حجة متعلقة بموضوع النقاش الحالي. وقد تكون هذه الادعاءات صحيحة أو خاطئة ولكن هذا لا يؤثر على فعالية هذا الأسلوب في الإقناع، وقد تستخدم الألفاظ الملوثة للسمعة في أي مرحلة أثناء النقاش. ومن الممكن أن تمارس هذا الأسلوب عن طريق التشكيك بسمعة أو مصداقية الخصم بشكل استباقي قبل أن تتوفر له الفرصة للتعبير عن نفسه، مما يسبب انحيازاً في تصورات الجمهور تجاهه، ومن هنا جاءت إحدى تسميات هذا الأسلوب: "تسميم البئر".
ما الذي يجب أن تحدده في النص: العبارات أو الجمل التي تذكر شيئاً سلبياً حول الشخص أو الكيان المستهدف.
أمثلة:
ملاحظة: الفرق الرئيسي بين هذا الأسلوب و أسلوب "إثارة الشكوك" (المعرف في النقطة 3) هو أن أسلوب إثارة الشكوك يركز على التشكيك في القدرات والمصداقية بشكل خاص، بينما يهدف أسلوب "التشكيك بالسمعة" إلى تقويض السمعة العامة والصفات الأخلاقية والسلوك وما إلى ذلك. يمكننا اعتبار هذا الأسلوب كحالة خاصة من أسلوب "إثارة الشكوك".
تبرير فكرة أو الترويج لها باستثارة افتخار الجمهور بانتمائهم إلى مجموعة أو كيان ما أو تسليط الضوء على الفوائد التي تستفيد منها تلك المجموعة. وتعد استثارة الانتماء الوطني مثالاً واضحاً ومعتاداً لهذا الأسلوب ومن هنا جاء اسمه. لكن الانتماء الوطني ليس الانتماء الوحيد الذي قد يستدعيه هذا الأسلوب، فقد يركز على أي انتماء آخر مثل العرق والجنس والحزب السياسي وغيرها من الانتماءات والجماعات، والحجج التي قد يستخدمها هذا الأسلوب تكون غير مبنية على المنطق، بل تكون مبنية على افتراضات ناتجة من الآراء الشخصية أو التحيزات السابقة تجاه الموضوع، ويمكن القول أن هذا الأسلوب يحاول استثارة مشاعر الجمهور بدلاً من مخاطبة المنطق للتلاعب بالجمهور وكسب الجدال، أو قد يحاول ترديد مشاعر الجمهور لفتح المجال للمزيد من الجدال.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يشير إلى القيم الوطنية\الرموز، بالإضافة إلى الفعل أو الفكرة التي يتم الترويج والدعوة لها في حال ذكرت في النص.
أمثلة:يعطي هذا الأسلوب وزناً لحجة أو فكرة أو معلومة ما عبر التصريح بأنها صادرة عن كيان (شخص أو منظمة) يُعتَبَر ذا سلطة. قد يكون الكيان المذكور ذا سلطة أو خبرة وقدرات فعلية تؤهله للحديث في المجال المحدد، ولكن ما يميز هذا الأسلوب عن مجرد استقاء أو اقتباس ونقل المعلومات عن مصدر ما هو أن النبرة المستخدمة أثناء الكتابة تدل على محاولة النص التنفع من وزن أو أهمية الكيان صاحب السلطة المزعومة لتبرير معلومة أو ادعاء أو استنتاج معين. يجب أن يشمل في هذا التصنيف النصوص التي تحاول إقناع القارئ بشيء ما عبر الاحتكام إلى خبرة أو سلطة كيان ما سواء كانت هذه الخبرات حقيقية أو لا. وتشمل إحدى الحالات الخاصة لهذا الأسلوب الإشارة إلى كاتب النص ذاته (أو المؤسسة التي يمثلها) كمرجعية ذات سلطة.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يشير إلى السلطة أو الخبير وبعض من كلامه أو رأيه أو عمله إن وجد، والاستنتاج أو الفكرة المبنية على رأيه أو كلامه في حال ذكرت في النص.
أمثلة:يعطي هذا الأسلوب وزناً لحجة أو فكرة معينة عبر الادعاء أن "الجميع" (أو الغالبية العظمى) يوافقون عليها، أو أن "لا أحد" يختلف معها. وبهذا يُشَجَّع الجمهور على تبني نفس الفكرة بشكل جماعي، وعلى القيام بالفعل المذكور في النص بالنظر إلى "الجميع" كسلطة ذات تأثير. قد يشير مصطلح "الجميع" إلى عامة الناس أو الكيانات الرئيسية والجهات الفاعلة في مجال معين أو البلدان، إلخ. وتبعاً لذات المنطق السابق، قد يحاول هذا الأسلوب إقناع الجمهور بعدم فعل شيء ما لأن "لا أحد آخر يقوم بنفس الفعل".
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يشير إلى شيء (فعل أو قول) يبدو أنه مدعوم بكثرة و\أو له شهرة، بالإضافة إلى الجزء من النص الذي يذكر الفعل أو الفكرة التي يجب تبنيها، أو الاستنتاج الذي وصل إليه النص بناءً على ذلك الفعل أو القول المشهور في حال ذكر في النص، إذ قد تظهر تلك الفكرة أو ذلك الفعل بشكل ضمني.
أمثلة:يعطي هذا الأسلوب وزناً لفكرة ما عبر ربطها بالقيم التي يراها الجمهور المستهدف قيمًا إيجابية. ويقدم النص هذه القيم كمرجع موثوق بهدف تدعيم أو نفي حجة أو فكرة ما. ومن الأمثلة على هذه القيم: التقاليد، الدين، الأخلاق، العمر، الإنصاف، الحرية، الديمقراطية، السلام، الشفافية، وما إلى ذلك. يجب التنويه أنه في حال ذكرت هذه القيم خارج سياق حجة منطقية متعلقة بالموضوع واستخدمت كلمات تدل على تلك القيم لوصف شيء أو شخص ما، فإنه يجب تصنيف هذه الكلمات تحت أسلوب آخر وهو أسلوب "اللغة المشحونة" (المعرف في النقطة 20).
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يشير إلى القيم بالإضافة إلى الجزء من النص الذي يذكر الفعل أو الفكرة التي يجب تبنيها أو الاستنتاج الذي وصل إليه النص بناءً على تلك القيم إذا ذكر ذلك الاستنتاج بشكل مباشر في النص.
أمثلة:يعمل هذا الأسلوب على الترويج لفكرة ما أو التنفير منها بالاعتماد على نفور الجمهور من هذه الفكرة أو فكرة بديلة لها، مثلاً باستغلال بعض الأحكام المسبقة لديهم تجاه الفكرة أو بديلها، قد تكون الفكرة البديلة هي الوضع الراهن، وفي هذه الحالة يتم وصف الوضع الحالي بطريقة مخيفة باستخدام لغة مشحونة محملة بالمشاعر. وإذا كان الخوف الذي يسعى النص لإثارته مرتبطاً بعواقب قرار ما، فغالباً ما يُجمَع هذا الأسلوب مع أسلوب "المنحدر الزلق" (المعرّف في النقطة 16). وإن ذكر النص بديلين فقط لمواجهة الموقف عندها يتم استخدام هذا الأسلوب مع أسلوب "المعضلة الزائفة" (المعرّف في النقطة 15).
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يشير إلى المخاوف أو الانحيازات تجاه فكرة أو فعل ما، بالإضافة إلى الجزء من النص الذي يذكر الفعل أو الفكرة التي يجب تبنيها أو الاستنتاج الذي وصل إليه النص بناءً على عملية التخويف إذا ذكر ذلك الاستنتاج بشكل مباشر في النص.
أمثلة:يجب أن نوضح في هذه المرحلة أن الأساليب من 6 إلى 10 تسعى لإقناع الجمهور المستهدف بفعل أو فكرة ما بتقديم مبررات موافقة أو مخالفة لهذا الفعل. لتصنيف النص على أنه يحتوي على أحد أساليب التبرير (أساليب 6 إلى 10)، يجب أن يحتوي النص على جزئين: 1) بيان وذكر صريح أو ضمني لفكرة أو فعل يجب دعمها أو القيام بها، أو يجب فعل أو دعم ما يخالفها، 2) مبرر للفعل أو الفكرة (أو ضدها) ويعتمد هذا المبرر على اللعب على وتر القيم أو القومية أو الانتشار والشعبية أو الخوف، إلخ. وعلى سبيل المثال، ليس كل نصٍ يتكلم عن الخوف أو يذكر شيئاً مخيفاً يعد تابعاً للأسلوب رقم 10 "إثارة الخوف". لتوضيح هذا بشكل أكبر، نذكر هنا المثالين التاليين:
يجب أن يُصنَّف النص الأول على أنه يتبع أسلوب "إثارة الخوف" (بوتين يستدعي الخوف لدى جمهوره لتبرير أفعاله (الحرب تجاه أوكرانيا)، بينما يجب تصنيف المثال الثاني على أنه يتبع أسلوب "التشكيك بالسمعة" (ينتقد كاتب النص بوتين بسبب لجوئه لإثارة الخوف لدى الجمهور في سبيل دعم أفعاله). من الضروري فهم هذه الفروق الدقيقة بين الأساليب المختلفة لتقدر على تصنيف النصوص بشكل صحيح.
يعطي هذا الأسلوب انطباعاً بأن النص فند حجة أو نظرية الخصم، ولكنه في الواقع لم يتعرض لحجة الخصم الحقيقة إنما قام باستبدالها بأخرى مختلفة. في هذا الأسلوب، تُنشَئ أولاً حجة جديدة من خلال استبدال الحجة الأصلية بشيء يبدو مرتبطاً بها إلى حد ما، ولكنه في الواقع نسخة مختلفة أو مشوهة أو مبالغ فيها من الحجة الأصلية. يقوم النص بعدها بتفنيد الحجة البديلة للأصلية. عادة ما تكون الحجة البديلة أسهل بالتفنيد، مما يوهم القارئ بأن النص نجح بدحض الحجة الحقيقية. غالبًا ما تمثل الحجة البديلة إعادة صياغة مسيئة أو تفسيراً مشوهاً لما يقصده الخصم.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: قد يمتد السياق ذو الصلة عبر أكثر من جملة عند استخدام هذا الأسلوب، لكن يجب أن تحد التظليل بالجزء من النص (جملة أو جزء منها) الذي يتسبب بتشتيت الانتباه عن الحجة الأساسية للخصم.
أمثلة:محاولة لتحويل الانتباه عن المسألة الرئيسية في الجدل أو النقاش القائم، وذلك بطرح تفاصيل غير هامة أو موضوع أو معلومات مختلفة لا صلة لها بالموضوع المعْنِي. ويهدف الشخص الذي يقوم بتشتيت الموضوع إلى دفع النقاش باتجاه قضية أخرى يمكن أن يرد عليها بشكل أفضل، أو ترك الموضوع الأصلي دون التعامل معه أو الرد عليه. ويُعد أسلوب مهاجمة رجل القش حالة خاصة من هذا الأسلوب نظراً لأنه يسعى لتشتيت الانتباه عن الموضوع الأساسي بطرح حجة بديلة لا تمثل حجة الخصم بشكل دقيق.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: قد يمتد السياق ذو الصلة عبر أكثر من جملة عند استخدام هذا الأسلوب، إلا أنه يجب أن تكتفي بتظليل الجزء من النص (جملة أو جزء منها) الذي يتسبب بتشتيت الانتباه عن الموضوع الأساسي.
أمثلة:أسلوب يحاول تشويه موقف الخصم عبر اتهامه بالنفاق دون تفنيد حجته بشكل مباشر. فبدلاً من الإجابة على سؤال حرج أو تفنيد حجة منطقية يطرحها الخصم أثناء النقاش، يسعى مُتَّبِع هذا الأسلوب للرد بسؤال حَرج مضاد يمثل اتهاماً مضاداً للخصم، فقد يذكر مثلاً المعايير المزدوجة للخصم. ويهدف مُتَّبِع هذا الأسلوب لصرف الانتباه عن الموضوع الأساسي واستبداله بموضوع آخر.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: قد يمتد السياق ذو الصلة عبر أكثر من جملة عند استخدام هذا الأسلوب، وعلى الرغم من ذلك، يجب أن تحد التظليل بالجزء من النص (جملة أو جزء منها) الذي يتسبب بتشتيت الانتباه عن الموضوع الأساسي.
أمثلة:تنبيه: هناك فرق دقيق بين هذا الأسلوب وأسلوب "التشكيك بالنفاق ("أنت تفعل ذلك أيضاً")" المعرف في النقطة رقم 4. يركز أسلوب "أنت تفعل ذلك أيضاً" على إظهار نفاق الشخص أو معاييره المزدوجة تجاه ذات الموضوع المطروح، أما في أسلوب "ماذا عن؟" فتُقدَّم معلومات غير متعلقة بالموضوع الحالي، وقد يهدف بهذا إلى التدليل بشكل عام على نفاق الشخص أو عدم كفاءته. المثالين التاليين يبينان الفرق بين الأسلوبين:
"بعد هذا الفشل، يطالبنا الرئيس بالاستقالة، لكنه هو ذاته لن يستقيل" هو مثال على "أنت تفعل ذلك أيضاً" أ
ما المثال التالي: "هذا الرئيس الذي لم ينتخب حتى، غير قادر على التعامل مع هذه الأزمة " فيتبع أسلوب "ماذا عن؟".
يزعم النص المكتوب وجود مسبب واحد لنتيجة معينة، ولكن في الواقع، يوجد عدد من الشروط التي تجتمع لتسبب تلك النتيجة.
ويمكن أن نلاحظ هنا مثالين منطقيين أو نمطين يتبعان هذا الأسلوب:
وقع الحدث ص بعد س، فهذا يعني أن س هو المسبب الوحيد لحدوث ص.
إذا سبب س وقوع الحدث ص، فهذا يعني أن س هو العامل الوحيد المسبب لحدوث ص.
يفترض المرء أن الأسباب وراء وقوع حدث ما هي: إما أ أو ب أو ج، إلخ، ولا يأخذ بعين الاعتبار أن كلها مجتمعة أو مجموعة منها تسببت بالحدث.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: أقصر جزء من النص يتبع نمط الاستنتاج المذكور في الأمثلة المنطقية السابقة (المبتدئ بكلمة "فهذا يعني")، أو يذكر استنتاجاً خاطئاً مبنياً على هذا التبسيط. في الكثير من الحالات، لا تظهر كل أجزاء هذا النمط أو الأسلوب في النص بشكل مباشر.
أمثلة:يسمى هذا الأسلوب أحيانًا بمغالطة "إما/ أو"، وهي مغالطة منطقية تقدم خيارين فقط أو وجهتي نظر ممكنتين لا أكثر، بينما هناك خيارات أو وجهات نظر أخرى. في بعض الحالات القصوى، يحدد النص للجمهور التصرفات أو الإجراءات التي يجب اتخاذها، مع القضاء على أي خيارات أخرى ممكنة وهذا ما نقصده هنا بالدكتاتورية.
ويتبع هذا الأسلوب مثالاً منطقيًا أو نمطًا معينًا كالتالي:
"إما أبيض أو أسود":أ و ب هما البديلان الوحيدان فقط لحل مشكلة ما، أو القيام بمهمة معينة. ولا يمكن أن يكون الخيار المناسب هو أ. إذا فالخيار ب هو الحل الوحيد.
"الدكتاتورية":الحل الوحيد للمشكلة هو الخيار أ.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: أقصر جزء من النص يتوافق مع الأمثلة المنطقية المذكورة سابقاً. في الكثير من الحالات، لا تظهر كل أجزاء هذا النمط أو الأسلوب في النص بشكل مباشر.
أمثلة:في هذا الأسلوب، تُرفض حجة أو فكرة مباشرة، وبدلاً من مناقشة ما إذا كانت منطقية و\ أو صحيحة، يدعي ويؤكد النص وبدون أي دليل أن القبول والتسليم بالحجة أو الفكرة المقدمة يعني قبول أفكار أو حجج أو مقترحات أخرى تعتبر سلبية. الفكرة الأساسية وراء أسلوب "المنحدر الزلق" هو التأكيد على أن وقوع حدث معين أو القيام بفعل ما سيشعل سلسلة أحداث لها بعض الآثار السلبية الكبيرة.
يمكننا تقديم المثال المنطقي أو النمط التالي لهذا الأسلوب:إذا كان أ سيحدث، فسيتبعه حدوث ب، ج، د
حيث:
وبصورة موازية لما سبق، قد يُستخدم أسلوب "المنحدر الزلق" للتشجيع على فعل معين في سياقٍ يَعِد القارئ بأن القيام بذلك الفعل سيؤدي إلى نتائج إيجابية في النهاية.
في هذه الحالة، يمكننا تقديم المثال المنطقي أو النمط التالي:
إذا كان أ سيحدث، فسيتبعه حدوث ب، ج، د
حيث:
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء من النص الذي يتوافق مع المثال المنطقي أو النمط المذكور سابقاً.
أمثلة (رافضة لعمل معين):عبارات موجزة وملفتة للنظر، وقد تتضمن تصنيفًا وتنميطًا. وتميل الشعارات إلى اللعب على وتر العواطف لدى المتلقي.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الشعار فقط، لا داعي لتظليل الاستنتاج الناتج عن ذكر هذا الشعار، وإذا أحيط الشعار بعلامات تنصيص، يجب أن تشمل تلك العلامات بالتظليل.
أمثلة:كلمات أو عبارات لا تشجع على التفكير النقدي والمناقشة الهادفة حول موضوع معين. يعد هذا الأسلوب شكلاً من أشكال اللغة المشحونة، وغالبًا ما يتم تمريره كحكمة شعبية. ويهدف هذا الأسلوب إلى إنهاء الجدل ومنع تشكل أي تنافر لدى القارئ بين ما يعتقده وبين الاستنتاج الذي يسعى النص لإقناعه به.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: أقصر جزء من النص الذي قد يتسبب بإيقاف النقاش أو الحديث.
أمثلة:يتمحور هذا الأسلوب حول فكرة أن الوقت قد حان لعمل معين.غالباً ما يُصاغ النص التابع لهذا الأسلوب على نمط "تصرف الآن!"
ما الذي يجب أن تحدده في النص: أقصر جزء من النص الذي يحث على القيام بفعل ما باستخدام أسلوب الضغط بعامل الوقت. يجب أن يُظلل الجزء من النص الذي يذكر الزمن أو الوقت بالإضافة إلى الفعل الذي يجب القيام به.
أمثلة:استخدام كلمات وعبارات محددة قادرة على استثارة عواطف (سلبية أو إيجابية) قوية لدى المتلقي. ويهدف هذا الأسلوب للتأثير وإقناع الجمهور بأن الحجة المقدمة في النص صحيحة. يُعرَف هذا الأسلوب أيضاً باسم العبارات الملطفة أو المجادلة باستخدام اللغة الانفعالية.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: نكتفي بتظليل الكلمات أو العبارات المحملة بالمشاعر أو المفخخة، بدون تظليل السياق الذي ظهرت فيه. كقاعدة عامة، لا يجب أن نزيد من طول النص المظلل إلا إن وجدنا أن كل كلمة جديدة نظللها تضيف المزيد من المشاعر أو الحمل الشعوري.
أمثلة:تعمد استخدام كلمات غير واضحة أو مبهمة أثناء تقديم الحجة حتى يُكَّوِن المتلقي تفسيراته الخاصة. من الأمثلة على هذا الأسلوب استخدام عبارات غير واضحة ذات تعريفات أو معانٍ متعددة مما يعيق وصول القارئ إلى ذات الاستنتاج المذكور في النص. أي أن هذا العبارات قد تتسبب بالوصول إلى تأويلات مختلفة لذات النص. كما تندرج تحت هذا الأسلوب العبارات غير الدقيقة أو التي تتعمد ألا تجيب بشكل كامل، أو تجيب بشكل غامض على السؤال المطروح.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: أقصر جزء من النص الذي يتسبب بالتشويش أو الحيرة، وقد يتمثل هذا في كلمة واحدة أو قد يمتد لعدة كلمات أو عبارات يجب قراءتها كاملاً لفهم الإرباك الذي تسببه.
أمثلة:الإفراط في تمثيل أو إظهار أو وصف شيء ما، أي جعل الأشياء أكبر أو أفضل أو أسوأ مما هي عليه في الحقيقة، باستخدام عبارات مثل: "الأفضل على الإطلاق" ، "الجودة مضمونة"، أو إظهار الشيء بشكل أقل أهمية أو أصغر مما هو عليه في الواقع، على سبيل المثال: أن يذكر الشخص أن الإهانة التي وجهها لشخص آخر هي "مجرد مزحة".
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يقدم وصفاً مبالغاً أو مقللاً من هدف أو شيء أو شخص ما. يجب أن تشمل الكيان المستهدف بالتظليل أيضاً.
أمثلة:حين يلجأ النص لهذا الأسلوب فإنه يَعمًّد لاستخدام نفس الكلمة أو العبارة أو القصة أو الصورة بشكل متكرر آملاً أن يؤدي هذا التكرار إلى إقناع الجمهور.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: جميع أجزاء النص التي تكرر نفس الرسالة أو المعلومات التي ذكرت في موضع سابق في النص، بالإضافة إلى تظليل أول ظهور لتلك الرسالة \ المعلومات. إن كان من الصعب تحديد الأجزاء التي يجب تظليلها بالضبط، عند ظهور التكرار في نفس الجملة على سبيل المثال، فيجب تظليل الجملة كاملة في تلك الحالات. من المهم أن نبين أن تكرار شيء ما لا يمكن اعتباره أسلوب إقناعٍ بحد ذاته، فقد يتكرر ذكر شيء ما أو موضوع أو شخص معين ضمن نقاش يستهدف أو يشمل ذلك الشيء بعينه، ومن الطبيعي عندها أن يتكرر ذكر ذلك الشيء في النص. كمثال على ذلك، من المتوقع أن تتكرر كلمة سوريا في مقالة تتحدث عن الوضع السياسي في سوريا ولا يُعدُّ هذا أسلوباً للإقناع.
أمثلة:
قد تواجه في بعض الحالات نصاً يبدو أنه كُتب بأسلوب يهدف للإقناع، ولكنه لا يندرج تحت أي من الفئات أو الأساليب السابقة. نرجو تصنيف وتظليل هذا النص باستخدام هذه الفئة.
ما الذي يجب أن تحدده في النص: الجزء الذي يبدو أنه يحتوي على أسلوب للإقناع، ولا توجد قاعدة ثابتة وواضحة هنا لما يجب تظليله.